-A +A
بسمة السبيت basmahES1@
مع قرب نهاية العام يتناقل الكثير من الناس على سبيل النكتة وأحياناً على سبيل التنفيس مقاطع فيديو تدور حول قائمة الأشخاص الذين سيتخلصون منهم ويلقون بهم في «سلة مهملات العام»، وما يثير الدهشة والعجب هو إعادة نشر المقاطع ذاتها في كل عام، وكأنها عادة وطقس من طقوس استقباله.

فعندما تتأمل في مثل هذه المقاطع المتداولة يتبادر إلى ذهنك سؤال هل من الطبيعي أن أجري عمليات الفرز هذه لكل الأشخاص الذين مروا في حياتي نهاية كل عام؟ هل علاقاتي سيئة لدرجة أنها تحتاج إلى أن أتخلص منها بين الحين والآخر؟ بالطبع لا، فمن يجري هذه العمليات يحتاج إلى أن يراجع نفسه ويبحث خلف هذا الخلل الذي يجعله يبني علاقات غير صالحة ولا تدوم، ربما لا يكون السبب منهم وعلى الأرجح يكون الخلل فيه، وفي طريقة انتقائه للأشخاص الذين يتقاسم معهم تفاصيل أيامه، أو ربما يكون الخلل في رفع سقف توقعاته بهم أو في إلغاء مسافات الأمان الصحية بينه وبينهم، تلك المسافات التي تجعل العلاقات تدوم لسنوات طويلة وتحافظ على قوتها وجمالها، أو في عطائه اللامحدود معهم والذي في المقابل تكون نتائجه مخيبة لآماله وتوقعاته، أو قد يكون هذا الشخص من الأساس فوضويا في علاقاته، وفي المقابل يجتذب إلى عالمه أشخاصاً على شاكلته، فيتصادم معهم ويضطر أن يخرجهم من حياته.


وفي مقابل هذا الفرز السنوي للأشخاص هناك أناس ينعمون بأطيب العلاقات مع كل المحيطين بهم، لأنهم احترموا حياتهم فاحترمها كل من يدخل فيها، وهذا لا يعني أنهم مثاليون أو أنهم لم يمروا بتجارب وعلاقات سيئة، بل مروا واستفادوا من تجاربهم السابقة، لذا هم في نهاية كل عام يجددون العهد مع جميع من في حياتهم.

وفي نهاية العام ليكن فرزك السنوي للعادات غير الصحية التي تمارسها في حياتك ولنقاط الضعف والخلل التي كانت سبباً في ارتباك حياتك.. وابدأ عامك الجديد بهمة عالية وبعلاقات صحية تثري حياتك وتنشر فيها المحبة والسلام.. علاقات لا تدوم معك عاماً بل أعواماً.